تتشابه مكونات الأغذية عند العديد من شعوب العالم؛ إلا أن بعض الشعوب ابتكرت طرقًا في صناعة أغذيتها ومشروباتها، وتفننت في إدخالعناصر أخرى إليها، تميزها عن باقي الشعوب. وتتمازج الحضارات وتتلاقح بشكل دائم؛ ما ينتج عنه تغييرات مستمرة تصيب معظم أساليب وطرق الحياة، إلا أنه يبقى لكل شعب خصوصيته التي يستمدها من ما يتوفر في بيئته من مصادر، وما يحيط به من ظروف؛ فأهل فلسطين قبل حرب العام 1948 لم يكونوا يشترون المعلبات على الإطلاق، فمعظم حاجاتهم متوافرة، الخضروات والفواكه والحبوب يأخذونها من أراضيهم وبساتينهم، والحليب من ماشيتهم ويصنعون مشتقاته داخل بيوتهم، والمربّى “التطلي” من فواكه بساتينهم التي كانت تعج بأنواع الفواكه نتيجة تعدد المناخات، والتضاريس؛ فقد كانت الأسرة الفلسطينية تستعمل عدة طرق في حفظ الأغذية، حتى أنها كانت شبه مكتفية ذاتياً، تأكل مما تنبت الأرض، وما تجود به ضروع الماشية وأبدانها من حليب ولحوم، وما تنتجه همم الأهالي العالية التي مزجت عطاء الأرض بعرق العمل ومهارة الأم الفلسطينية، التي حرصت على استخدام مصادر الطبيعة الفلسطينية لتقدمها حياة ترضعها لأبنائها.
وعبر السنين والهجرات المستمرة ونتيجة لكون فلسطين بلدًا يتمتع بأهمية دينية؛ يتوافد العديد من أبناء الشعوب الأخرى التي تنتمي لحضارات وثقافات مختلفة اليها، حاملين معهم كنوز تجاربهم من بلدانهم ليضفوا خلاصة مهاراتهم إلى أهالي فلسطين، عبر تمازج ثقافي يثري المعارف وأساليب العيش الفلسطينية.
وتتوارث الأمم طرق طهي أطعمتها وتقديمها كما تتوارث أغانيها وألبستها ولغتها وطرق عيشها وأمثالها وفنونها الشعبية. وتختص بعض القرى والمدن الفلسطينية بأنواع من الأطعمة تتفنن بطرائق صنعها، حتى تغدوا إحدى مميزاتها التي تميزها عن باقي بقاع ومدن العالم، تقترن في أحايين كثير باسمها؛ فهناك الكنافة النابلسية، والملبن الخليلي، وكعك القدس، وقطين سلواد… وغيرها.
أسماء المأكولات الشهيرة التي ترتبط بالمدن الفلسطينية
- • نابلس: بالكنافة والمدلوقة.
- • تشتهر الخليل: بالملبن (عصير العنب المجفف بعد رقه) عنب طبيخ (طبخ العنب بدون إضافة سكر)، والدبس.
- • تشتهر القدس: بالمطبق، الكعك بسمسم مع بيض الحميم.
- • تشتهر قرى فلسطين: بالهيطلية المصنوعة من الحليب المجمد بنشاء القمح البلدي والمضاف إليه السمن.
- • تشتهر قرى الجبل: بخبز الطابون.
- • تشتهر رام الله: بالقطين (التين المجفف).
- • تشتهر يافا: بالمفتول، والفول، والفطير.
- • تشتهر عكا: بالتمرية وطبخ الخراف المحشوة الاوزي، وكعك الهواري.
- • تشتهر الناصرة: بالمجدرة مع البرغل و”المقيقة” وهو شراب الخروب الأخضر أي الفج مع الحليب.
- • تشتهر قرى قضاء طولكرم بصنع المسخن.
أما المأكولات التقليدية الخاصة بالأعياد وبمناسبات أخرى فتتداخل التقاليد، وتفرض على المحتفيين بالأعياد طبخ العديد وتقديم العديد من المشروبات، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العيد، وأسبغت عليه صفة يستدل منها على نوع العيد وأهدافه.
ونورد بعض الأكلات الفلسطينية على سبيل المثال لا الحصر:
– المفتول:
هو طعام شعبي فلسطيني يؤكل في أيام الشتاء، يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الميلاد. وقد انتشرت هذه الأكلة إلى العديد من الدول.
ويستخدم في هذا الطبق ما يسمى في فلسطين “السميد”، وهو القمح المجروش أو البرغل المضاف إليه طحين القمح على شكل كرات صغيرة تماثل في حجمها وشكلها حبوب الكرسنة. وتطهى كرات المفتول بطناجر خاصة، على البخار المتصاعد من مرق اللحم وخليط الخضراوات حتى نضجها.
تتكون طنجرة المفتول من قطعتين، تعلو إحداهما الأخرى، وتكون القطعة العليا عبارة عن مصفاة مخرمة يوضع بها المفتول، وتركب على السفلى بشكل لا يسمح للبخار بالصعود إلا من خلال حبيبات المفتول.
مكونات أكلة المفتول:
بصل، ملح وبهارات وفلفل أسود، زيت زيتون، لحم، حمص، عصير البندورة، لوز، بقدونس.
ويمكن أكل حبيبات المفتول ناشفة، أو بعد تشريبها بالمرق.
– المسخن الفلسطيني:
المسخن أكله شعبية تتكون من خبز الطابون المغطى بالدجاج والبصل المقلي والسماق وزيت الزيتون. وأكلة المسخن أكلة تاريخية ابتكرها الفلسطينيون منذ العصور الموغلة في القدم، وتقدم معها شوربة الفريكة.
– المنسف الفلسطيني:
ويعد المنسف جزءاً من الموروث الشعبي الفلسطيني والأردني، ويقدم في المناسبات للترحيب بالضيوف، وفي الأعياد.
لتناول طعام المنسف تقاليد توارثتها الأجيال؛ حيث تلتف جماعة المدعوين حول المنسف، ويضعون أيديهم اليسرى خلف ظهورهم، ويأكلون بأيديهم اليمنى فقط، دون استعمال الملاعق.
مكونات المنسف:
لحم خاروف، لبن جميد، أرز، لوز محمص، صنوبر، بقدونس للتزيين، بهارات، سمن بلدي.
– المقلوبة:
المقلوبة من الأكلات الشعبية المشهورة جداً في فلسطين، تفضلها نساء البيوت لسهولة تحضيرها وسرعة طبخها، اشتهر بها أهل الساحل على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، الذين كانوا يعتمدون في طعامهم على صيد السمك؛ حيث كانت تسمى “الصيادية”، أي “مقلوبة السمك”، ثم انتشرت بين أهالي المناطق الفلسطينية الجبلية باستخدام الدجاج واللحم، بدلا من السمك وسميت مقلوبة؛ لأنه يتم وضع اللحم أو السمك أو الدجاج مع الخضار المشكلة في قاع الوعاء الذي تطبخ فيه، ثم تقلب عند تقديمها، بحيث يصبح الأرز أسفل الطعام؛ أما الخضار واللحم فيصبح في الأعلى.
وكان الناس في الماضي يضيفون الباذنجان أو القرنبيط، أو القرع العسلي؛ ثم أصبحوا يستخدمون البطاطا والجزر والفول الأخضر، والعديد من أنواع الخضار.
ويتم تقديم اللبن الرايب والسلطات العربية بأنواعها بجانب طبق المقلوبة.
وقد انتشرت أكلة المقلوبة بعد انتشار الفلسطينيين في أعقاب نكبة عام 1948؛ حيث تطورت هذه الأكلة، وتم وضع الخضار والتوابل والبهارات، أضاف إليها البعض حب الهال وغيرها.
مكونات المقلوبة:
اللحم أو الدجاج، الباذنجان أو الزهرة (القرنبيط) أو البطاطا، الأرز.
– ورق الدوالي (ورق العنب):
من أشهر الوجبات في فلسطين عموما وجبة “ورق العنب” أو “ورق الدوالي” (باللهجة الفلسطينية). تعد هذه الوجبة من الوجبات التي تتوفر في البيت الفلسطيني طيلة أيام السنة؛ إذ تحرص كل أسرة على تخزين كمية كافية من ورق الدوالي لفصول الصيف والخريف والشتاء.
تتكون الوجبة من ورق الدوالي المحشو بالأرز مع اللحم والبهارات والبقدونس، ويستعاض عن اللحم المفروم أحيانًا بالدجاج أو اللحم “القص”، ويمكن إضافة الكوسى المحشو بأحجام صغيرة.
وتفضل الكثير من الأسر الفلسطينية إبقاء كمية من مياه الطبخة دون أن تجف؛ كي تكسب الوجبة طعما حامضًا لذيذًا.
– العكوب:
العكوب باللبن الرايب:
العكوب نبات شوكي، يعيش في جبال الجليل والأغوار ونابلس. يصنع منه الأهالي العديد من أشكال الطعام وأنواعه؛ فالبعض يأكله مقليًا مع البيض، والمعظم يأكله مطهوًا مع اللبن، كما يدخل في العديد من أشكال الشوربات، ويضعه البعض مع أكلة المقلوبة. وتشتهر نابلس باهتمامها الشديد بهذا النوع من الطعام؛ فيطهونه على مدار العام سواء في موسمه أو غير موسمه؛ حيث يتم تجميده طوال فصول السنة.
تتكون أكلة “العكوب باللبن الرايب” من: العكوب المنظف والمقطع، واللحم، والبصل؛ المطهو باللبن الرايب.
– المجدرة الفلسطينية:
تعد المجـدرة أكلـة شعبية فلسطينية، تتكون من العدس والبرغـل (القمح المسلوق) وزيت الزيـتون، والبصل المقلي المحمر. ويشكل البصل المقلي مكونًا رئيسيًا عظيم الشأن في هذا الطعام.
– الششبرك:
الششبرك هي إحدى الأكلات الشعبية الفلسطينية المشهورة لدى الفلاحين، وهي ذات قيمة غذائية عالية. وهي منتشرة في مدن فلسطين الشمالية.
المكونات:
تتكون طبخة الششبرك من قطع صغيرة من عجين طحين القمح، المحشوة باللحم والبصل، والبقدونس والزيت والبهار؛ المطهوة مع اللبن.
– الفريكة:
تعدّ “الفريكة “من ألأكلات الشعبية الدارجة في فلسطين؛ يتم الحصول عليها من حرق سنابل القمح الخضراء حرقا خفيفا على قش ناشف أو نتش؛ ثم تجمع وتفرك لاستخراج حبات القمح، ويمكن أن تؤكل دون طبخ قبل جفافها، وتكون لينة ولذيذة؛ كما يمكن تجفيفها وجرشها وخلطها بقليل من الملح حتى لا يهاجمها السوس، وتخزن جافة في أماكن جافة لحين الاستعمال.
وعند طبخها، تغسل بماء فاتر لكي تلين، ثم تطبخ مع اللحم الدسم. تؤكل غموسا مع الخبز، أو تصب على ثريد الخبز مع. وتعدّ طبقًا ملازمًا لأـكلة المسخن الفلسطينية؛ حيث تقدم على شكل شوربة؛ كما تطبخ مع (الزغاليل).
– الفلافل:
الفلافل هو طعام شعبي شائع في كافة مدن فلسطين، يقدم مقليًا على شكل أقراص، يصنع من الحمص المنقوع والمجروش المضاف إليه بهارات خاصة مع الثوم والبصل.
وتقدم الفلافل عادة كحشو لرغيف من الخبر. وتؤكل سندويتشات الفلافل ساخنة مع سلطات متنوعة، ومع المخللات.
– التطلي أو المربى:
يعد التطلي أحد أهم ما يميز المطبخ الفلسطيني، فقد ورثت المرأة الفلسطينية هذه المهارة عن الأمهات اللاتي كن يحفظن الطعام بهذه الطريقة؛ لإبقائه مدة طويلة دون تلف، فقد كانت الأمهات يصنعن رب الخروب، والبسيسة (مزيج من دقيق القمح وزيت الزيتون والسكر المخبوز بالطابون)، ودبس العنب، ومربيات: التفاح، والخوخ، والزعرور، ومختلف الفواكه.
من العادات الجميلة التي كانت تتبعها السيدات الفلسطينيات في أثناء قيامهن بواجبات الضيافة، تقديم أنواع مختلفة من التطلي أو المربى الذي صنعته أيديهن؛ حيث تصف مختلف أنواع المربى على طبق جميل وبجانبها الملاعق وكوب ماء؛ يضع فيه الضيوف ملاعقهم بعد الانتهاء من الأكل.
الحلويات:
– البقلاوة:
البقلاوة صنف من الحلويات موجود في العديد من المطابخ الفلسطينية، وبالأخص، النابلسية. تصنع البقلاوة من عجين خاص (عجينة الفيلو، وتحشى بالجوز أو الفستق الحلبي، ويتم تحليتها بالقطر أو العسل في بعض المناطق.
– القطايف:
هي حلوى عربية معروفة في بلاد الشام ومصر ولها شعبية كبيرة، خاصة في شهر رمضان؛ يكثر تناولها بعد الإفطار.
تتكون عجينة القطايف من الطحين، والسميد، والماء، والحليب، والخميرة، ومنهم من يضيف إضافات ومنكهات أخرى وفق خلطات خاصة بهم.
وتجهز فطيرة القطايف قبل حشوها بأن تصب العجينة على صفيح ساخن على شكل دوائر تختلف أحجامها حسب الطلب.
تحشى فطيرة القطايف بالجبنة المحلاة، أو بالمكسرات، أو بالقشطة.
ويفضل البعض قليها قبل تشريبها بالقطر؛ في حين يفضل آخرون شيها.
– الكنافة النابلسية:
الكنافة النابلسية أحد الأكلات الوطنية فلسطين، والتي تشتهر بصناعتها مدينة نابلس، وهي حلوى لذيذة من الحلويات التي تؤكل في بلاد الشام وهذه الحلوى لها رواج كبير بين العرب كما أن كثيراً من النابلسية الأغنياء يقومون بافتتاح سلسلة محلات حول العالم للكنافة النابلسية والحلويات الشرقية وخاصة في الدول العربية، وهي مشهورة جداً في فلسطين وسوريا والأردن ولبنان.
وهي تتكون من عجينة الكنافة المشهورة وهي شعيرية على شكل خيوط طويلة مضاف إليها السمن والقطر (اي السكر والماء وبعض الإضافات) وصبغة حمراء وجبنة نابلسية لأنها تذوب وطعمها حلو ولكن يجب نقعها بالماء ليلة قبل الاستخدام لاستخلاص الملوحة من الجبنة وعادة تزين بالفستق الحلبي والقطر.
وقد دخلت مدينة نابلس في تاريخ 18\7\2009 موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وتزن هذه الكنافة 1765 كغم من الكنافة الحلبية بطول 74 مترا وبعرض 105 سم. فإن أكبر صدر كنافة سيكلف 700 كغم من العجينة و600 كيلو جبنة و6 أكياس من السكر بوزن 50 كغم و6 تنكات سمن بلدي و40 كغم من الفستق و22 جرة من الغاز، وتكلفة قدرها 30000 دولار.
المقادير:
1. 1 كغم عجينة كنافة مفرومة.
2. 1 كغم من الجبن المحلى.
3. 230 غرام سمن أو زبدة.
4. القطر: بالمقادير التالية:
( 2 كوب ماء، 6 كوب من السكر، نصف ملعقة صغيرة عصير ليمون ونصف كوب ماء زهر).
الطريقة:
1. توضع العجينة المفروكة في وعاء كبير على نار متوسطة ويصب السمن فوقها وتقلب بأطراف الأصابع بمساعدة ملعقة كبيرة حتى تسخن العجينة لمدة ربع ساعة تملأ قبضة اليد بالكنافة المفروكة ثم تفـتح اليد فإذا تبعثرت حبيبات الكنافة المفروكة تكون جاهزة للخبز. يقطع الجبن إلى شرائح سماكتها نصف سنتيمتر وتنقع بالماء بضع دقائق ثم تغسل مرة أخرى وتصفى.
2. تسكب المفروكة فـــوق الصينية الكبيرة المدهونة بالسمن بالتساوي وبقدر مساحة الصينية وبسمك واحد سنتمتر. توضع الصينية فوق نار متوسطة الحرارة وتدار فوق النار دائرياً حتى تحمر الطبقة السفلى من المفروكة من جميع الجهات ترتب قطع الجبن، فوق المفروكة بعد رفعها عن النار ثم تغطى طبقة الجبن بطبقة رقيقة من عجينة المفروكة وتوضع الصينية الصغيرة فوق الصينية المفروكة وبذلك تغطى الكنافة كلياً تقلب الصينية الكبيرة بانتباه فوق الصينية الصغيرة الملاصقة لها وبعد قلبها فوق الصينية الصغيرة توضع الصينية على النار وتدار مدة ربـع ساعة. يسخن القطر ويصب قليل منه فوق الكنافة، ثم تقسم إلى قطع. ولا ننسى ان نزينها بالفستق الحلبي.
– المطبق:
هي من الحلويات التي اشتهرت بها فلسطين منذ القدم؛ حيث ترق عجينة على رخام، وتقطع بشكل مربع (20 سم)، ويضاف إليها السمن، ثم تثنى زوايها الأربع، ويوضع في وسطها الجبن أو الجوز الممزوج بالسمن، ثم تثنى زواياها مرة أخرى وتوضع بالفرن. وبعد خبزها يضاف إليها القطر، ثم السكر الناعم.
– النمورة الفلسطينية:
هي حلوى سهلة الصنع، لذيذة الطعم، غنية بالطاقة، محبوبة جدا في فصل الشتاء؛ لأنها تحتوي على السكر والنشويات والفيتامينات الموجودة في المكسرات، وهي ذات شعبية كبيرة في فلسطين، وخاصة في مدن: الخليل، وجنين، ونابلس؛ تشبه البسبوسة المصرية في المكونات، تختلف طرق تحضيرها ومقاديرها من بيت لآخر، تباع في الأسواق بشكل دائم. تتكون من: السميد والسمن والسكر والزبدة والرائب والدقيق والبيكنج باودر وماء الزهر والقطر.
وهي لا تختلف باختلاف البلدان، بل قد تختلف مقادير مكوناتها وطرق تحضيرها من شخص إلى آخر، وتختلف تسمياتها من دولة إلى أخرى؛ ففي الأردن تسمى “هريسة”؛ وفي مصر تدعى “بسبوسة”؛ وفي فلسطين تسمى “نمورة” و”هريسة”.
العوامة:
لقمة القاضي هي حلوى كروية الشكل، لذيذة الطعم، سهلة التحضير، معروفة في العديد من الدول العربية وقد انتشرت في فلسطين بالأخص في شهر رمضان.
تتميز لقمة القاضي بكونها غير مكلفة؛ إذ تقتصر مكوناتها على: الدقيق المنخول مع الخميرة، الماء، خميرة البيرة المذابة في الماء الدافئ؛ ثم تقلى هذه العجينة بإلقائها في الزيت الساخن وتركها مع القليب المستمر حتى تكتسب اللون المحمر؛ ويتم تشريبها بالقطر حسب الرغبة.
ويحضر القطر بغلي السكر مع الماء، وإضافة قليل من الليمون، وماء الزهر؛ حيث يعمل الليمون على عقد القطر (جعله ذو قوام أثقل)؛ في حين يضفي ماء الزهر نكهة طيبة للمزيج.
– البسيسة:
البسيسة، وهي من أشهر الحلويات البيتية التي كانت تصنع في منازل الفلاحين في الأيام الغابرة. وتتكون البسسيسة من الطحين المحمص مع السمسم، المخلوط برُب الخروب وزيت الزيتون، حيث يتم صنع كرات من هذا الخليط، يمكن الاحتفاظ به لمدة طويلة، قد تصل لعدة أشهر.
– الكلاج:
وهو أحد الحلويات التي تشتهر بها مصر وفلسطين ومنطقة بلاد الشام عمومًا، وتتكون من رقائق العجين الخاص بالكلاج التي توضع فوق بعضها ويوضع فوق كل واحدة من الرقائق طبقة الجبن أو الجوز مع القرفة، يخبز في الفرن ثم يوضع عليه القطر.
– المدلوقة النابلسية:
وهي نوع من الحلوى تشتهر به مدينة نابلس، وانتشر بمدن فلسطين.
مكوناتها:
تتكون من طبقتين: الأولى تتكون من: حليب، سكر، نشا، سميد، قشطة؛ أما الثانية فتتكون من ماء، سكر، ليمون، عجينة كنافة ناعمة محمصة. وتزين باللوز والصنوبر والفستق الحلبي.
ويمكن عكس الطبقتين؛ العليا سفلى، والسفلى عليا. وتؤكل بدون وضعها في الفرن (نيئة).
– المهلبية:
المهلبية هي إحدى الحلويات التي تشتهر بها فلسطين وباقي بلاد الشام، ومصر. وهي ذات أنواع؛ فإما أن تكون مع الأرز(بحتة)، أو مع القشطة، أو السميد، أو البسكويت.
وتختلف تسمية المهلبية في الدول العربية حسب اللهجة العامية لكل بلد، وإن كانت تتشابه مع اسمها الأصلي؛ فبينما تسمى في فلسطين ومصر مهلبية، تسمى في سوريا محلاية، بينما تسمى في ليبيا محلبية وفي الجزائر محلبي.
سميت المهلبية نسبة ليزيد بن المهلب بن أبي صفرة؛ الذي عاش زمن الدولة الأموية؛ إذ أمر الخدم بصنع حلوى مميزة تخلد اسمه في التاريخ.
– كعك القزحة:
يعد كعك القزحة” أو “الكعك الأصفر” أو “المخمر” أحد المأكولات الذي يصنف مع الحلويات لأن البعض يرش عليه السكر قبل أكله.
يحضر كعك المخمر بعجن دقيق القمح مع الماء والزيت، مع الكمون واليانسون والكركم، مع إضافة مزيج آخر وهو عبارة عن دقيق القمح الممزوج (المبسوس) مع زيت الزيتون، ثم ترك هذا العجين لمدة كافية لتخمره؛ ثم يخبز بعد رسم أشكال عليه بواسطة قطعة مطاطية تدعى “قالب”، أو بِرَقِّه علة غربال.
وكان المخمر ملازماً لأعياد المسلمين في المجتمع الفلاحي الفلسطيني. وتسميته بالكعك لا تنبع من طعمه (فهو ليس حلواً بل مالحاً مع مسحة من المرار). وبسبب هذا الطعم الخاص كان كعك القزحة مرتبطاً “بخميس الأموات”، وهو أول خميس من شهر نيسان، ويتطابق مع “خميس الصليب” من عيد الفصح عند المسيحين، وفيه يزور المسلمون قبور أمواتهم ويأخذون معهم كعك القزحة لتوزيعه على الصبْيَة.
المشروبات:
– الشاي:
الشاي مشروب لذيذ منعش، لا يتطلّب إعداده أكثر من خمس دقائق، لا يوجد بيت في فلسطين يخلو منه، فهو يعدّ المشروب الشعبي الأول الذي لا يمكن لأي بيت الاستغناء عنه، ويعد تقديم الشاي والقهوة على رأس أساسيات واجبات “المعزّب” (صاحب البيت) تجاه ضيوفه.
ويماثل شعب فلسطين في عاداته وتقاليده العديد من الشعوب العربية في طريقة تحضير الشاي، فتقديمه للضيوف أحد أهم العادات المحببة عند العرب.
ويحتوي الشاي على زيوت طيارة ينتج عنها نكهته الرائعة، كما يحتوي على الكافيين الذي يكسبه خاصيته المنبهة.
ويضاف إليه أحياناً الميرمية والنعناع وبعض النباتات ذوات الروائح العطرة والنكهات الطيبة لتطييبه.
تتلوّن أقداح الشاي على الموائد وتتنوع لتضيف إلى طعمه الفاخر، لمسة تشعر الضيف بالترحيب.
يختلف الناس في تناول الشاي؛ فبعضهم يحبه حلو المذاق، والبعض يشربه بلا سكر؛ وبعضهم الآخر يفضله مع حليب، وآخرون يكتفون به لوحده فلا يزيدون على طعمه طعماً؛ وهناك من يفضله خفيف، والبعض يفضله وسط، أو ثقيل.
– القرفة:
مشروب شعبي فلسطيني ذو فوائد طبية عديدة، يستخدم في فلسطين كمشرب ساخن تشربه المرأة بعد الوضع، ويقدم لضيوفها، ويزين بالجوز المطحون، أو اللوز.
يتميز شراب القرفة بنكهة فريدة يفضلها العديد من الناس؛ لذلك لا يقتصر استخدامها على صنعها كمشروب، بل تضاف إلى العديد من الحلويات والمعجنات، كما يضيفها البعض إلى العسل لتعزيز وزيادة فوائده الطبية.
يضيف البعض إلى القرفة مواد أخرى كالليمون والعسل والقرنفل، والزنجبيل للحصول على نكهات وقيم غذائية وطبية عديدة.
يتم الحصول على القرفة من شجرة استوائية تنمو في سريلانكا وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية والهند الغربية.
– التمر الهندي:
التمر هندي هو مشروب حمضي المذاق أحمر يميل إلى السواد قليلاً، يقبل على شرائه أهالي فلسطين في رمضان بشكل كبير لإطفاء ظمئهم بعد شدة العطش، ويباع التمر هندي في الأسواق بشكل مستمر، ليشرب المارة، حيث يضعه البائعون في أوان زجاجية شفافة، كقرين لمشروب آخر هو شراب الليمون.
يمتاز التمر هندي بطعمه اللذيذ الفريد، ونكهته الرائعة التي لا يقاومها الكثير من الناس.
ويتم تحضير مشروب التمر هندي بعجن ثمار النبات بعد إزالة القشور، ثم يخلط بالسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها فتتكون كتل سمراء اللون.
وفي فلسطين يصل شراب التمر هندي في عبوات جاهزة يكسر محتواها مع الماء المثلج، يقدم في سهرة العريس في الأرياف الفلسطينية.
يعرف التمر الهندي بعدة أسماء منها الحمر والحومر والعرديب والصبار.
– الخروب:
تهتم العديد من القرى والبلدات الفلسطينية بصناعة شراب الخروب؛ حيث يُنقع الخروب في الماء لمدة 12 ساعة أو طوال الليل، ثم يُغلى قبل أن يصفى وتزال منه قطع الخروب، ويضاف إليه السكر، ثم يبرد ويشرب.
ويعد الخروب مشروبًا فلسطينيًا شعبيًا؛ له العديد من التقاليد التي تميزه عن العديد من المشروبات؛ فيتجول باعة شراب الخروب في شوارع العديد من مدن فلسطين وهم يلبسون ملابس تراثية خاصة بهذه المهنة، وهي تتكون من: طربوش خمري، وشروال مقصب لونه لافت للأنظار، وفلذة مقصبة بلون مماثل للون الشروال؛ أما “جرة الخروب” فهي نحاسية يصل وزنها إلى أكثر من أربعين كيلو غرامًا، يعلق عليها البائع بعض الورود.
– العرقسوس:
مشروب شعبي فلسطيني ذو نكهة فريدة، وفوائد طبية عظيمة، يحضر من تصفية مادة العرق سوس التي توضع في شاش نظيف يصب عليه الماء بعد تخميره مع مادة بيكربونات الصوديوم (كربونة الطبخ) لعدة ساعات في مكان دافئ مشمس.
يتم الحصول على مادة العرق سوس من نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوروبا، ويباع عند العطارين.
يفضل البعض إضافة السكر إلى المشروب؛ فيما يفضل البعض بقائه بدون سكر.
يتجول بعض الباعة في شوارع مدن فلسطين لبيع هذا المشروب، لابسين ألبسة خاصة مقصبة جميلة تلفت الأنظار إلى أن استعمال هذا المشروب موغل في القدم.
– القهوة العربية:
انتقلت القهوة من أثيوبيا إلى عدة دول ومنها فلسطين، وغدت رمزًا لكرم الضيافة العربية، يدعى الضيوف إلى شربها؛ فكثيرًا ما يردد الناس جملة روتينية لدعوة أصحابهم وهي: “تفضل معي نشربلنا فنجان قهوة” لتدل على أن تقديم القهوة أمر بديهي يفترض أن يقدم كأساس من أساسيات إكرام الضيف، يذم من لا يقدمه.
ويرتبط تقديم القهوة بالعديد من المناسبات الاجتماعية؛ فتقدم عند طلبة العروس، حيث ترفض الجاهة شربها إلا إذا وافق أهل العروس على تلبية طلبهم بتزويج ابنتهم لعريس الجاهة؛ كما تصب القهوة السادة في بيوت الأجر عند التعزية، وفق أصول وقواعد ثابتة؛ فيجب على من يصب القهوة أن لا يكثر منها في الفنجان، وأن يقدم الفنجان للضيف بيده اليمنى، وأن يحمل الدلة باليد اليسرى، وأن تقدم في فنجان فمه أوسع من قاعدته بلا مقبض.
وقد دخلت القهوة العديد من الأغاني الشعبية، والعديد من الأمثال، مثل: “انعنيك في أول القهوة وآخر الشاي”.
وتضاف إلى القهوه عدة أمور مثل: الهال، والقرنفل وجوزة الطيب.
– قمر الدين:
وهو شراب يستعمله أهالي فلسطين بكثرة في رمضان، ويصنع بإذابة عصير المشمش المحلى والمجفف مع الماء، ثم يثلج.
ويمتاز مشروب القمر دين بأنه خفيف على المعدة، يستخدمه الصائمون على موائد السحور؛ لتخفيف عطشهم في اليوم التالي، كما يتميز بلذته ونكهته الفريدة.
يحصل على القمر الدين حسب الطريقة التقليدية القديمة بعصر ثمار المشمش وإضافة السكر إليها ثم غليها على النار، وبعد ذلك تصب على ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون، وتعرض للشمس إلى أن تجف تماما، ثم تقطع وتغلف على شكل طبقات.
يمكن تناول القمر دين بأكله مباشرة أو بإذابته بالماء شرابًا بعد تبريده، ويستخدم كذلك في صناعة بعض أنواع الحلويات.